حظرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قبل ايام قليلة كتاب "دعامة عرش الرب" للكاتب والروائي والاكاديمي الفلسطيني الآتي من احراج يعبد ـ احمد رفيق عوض ، الذي يشغل مساحة اثيرية وقيمة في رفوف المكتبة الفلسطينية ،بمساهماته الروائية ومنجزاته في مجال البحث والدراسة الاكاديمية .
وكانت سلطات الاحتلال احتجزت هذا الكتاب ، الصادر عن دار الاهلية للنشر والتوزيع في عمان ، على معبر الكرامة لمدة عشرة ايام ولم تسمح بدخوله الى المناطق الفلسطينية المحتلة ،واعادته الى ناشره دون ان تذكر وتبدي اسباب ذلك.
وهذا الكتاب هو بحث اكاديمي في الشأن الاسرائيلي، نال عليه عوض شهادة الدكتوراة من معهد البحوث والدرسات العربية التابع للجامعة العربية في القاهرة ، وهو يشكل اضافة نوعية وفكرية هامة في فهم الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني ، ويهدف الى تغيير الوعي وتبيان الحقيقة لدى الجانبين ، ويلقي الضوء على الظاهرة الاصولية الدينية المتغلغلة في عمق المجتمع الاسرائيلي ، مبرزاً علاقة الجماعات الدينية اليهودية بمؤسسات الدولة العبرية، واتجاهات تلك العلاقة، وأثرها الواضح في السياسة الداخلية والخارجية الاسرائيلية، وصنع القرار السياسي الرسمي.
والواقع ان الحظر لهذا الكتاب هو ليس مجرد عملية استفزازية وانما تعبيراً عن عقلية احتلالية ،وسياسة قمعية، ومخطط عنصري ابرتهايدي ، وشكل من اشكال الخنق والحصار الثقافي وقمع الحريات الثقافية ، وجزء من سياسة القبضة الحديدية المنتهجة والمتواصلة ضد ابناء شعبنا الفلسطيني ومثقفيه ومبدعيه ، الرامية الى ضرب الحركة الثقافية الفلسطينية ومحاصرة دورها النضالي والتعبوي ، وتغييب الوعي والعقل والفكر الانساني، وخنق الثقافة الوطنية والديمقراطية والتقدمية، واخفاء الحقيقة ومنع وصولها للناس .
وبلا شك ان حظر كتاب احمد رفيق عوض هو اعتداء فظ وخرق فاضح لحرية التفكير والتعبير وحرية الرأي ، ويثير فينا الشعور بالغضب والقلق . فاليوم يصادرون الكتاب ويمنعوه وغداً يمزقوه ثم يحرقوه في الشوارع . وعليه فان جميع المثقفين الفلسطينيين والعرب واصحاب الضمير الانساني وانصار السلام والحرية والديمقراطية مدعوون لشجب السياسة الاحتلالية القمعية ، والتعبير عن الاستنكار والرفض لهذه الخطوة غير الديمقراطية وغير الانسانية وغير المبررة ، بكل ما يملكون من قدرة ووسائل ووعي وثقافة ، ورفع صوتهم بالنداء ان "اطلقوا سراح كتاب "دعامة عرش الرب " لاحمد رفيق عوض ".